ومما يفرج الهم أيضا الجهاد في سبيل الله، كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: “ عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ “ (رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني).
الرابع عشر: التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة:
فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا.
فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا تُحْصَى ولا تُعَدّ وبين ما أصابه من مكروه، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة، بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد، وأدى فيها وظيفة الصبر والرِّضَى والتسليم، هانَتْ وطْأتُها، وخفَّتْ مُؤْنَتُها، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضا، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوةُ أجرِها مرارةَ صبرِها.
ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ»(رواه مسلم).
مَعْنَى (أَجْدَر) أَحَقّ، و (تَزْدَرُوا) تُحَقِّرُوا.