عين. فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحًا.
العشرون: الشكوى إلى أهل العلم والدين:
ومن العلاجات أيضا الشكوى إلى أهل العلم والدين وطلب النصح والمشورة منهم، فإن نصائحهم وآراءهم من أعظم المُثَبِّتَات في المصائب. فيسمع المسلم من أهل العلم والقدوة ما يسليه ويخفف عنه آلام غمومه وهمومه.
وقد شكى الصحابة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما كانوا يلقون من تعذيب، فهذا خَبَّاب ابْن الأَرَتِّ سدد خطاكم يقول: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ:«أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلا تَدْعُو اللهَ لَنَا»، قَالَ:«كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»(رواه البخاري).
وكذلك شكى التابعون إلى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يقول الزبير بن عدي:«أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وآله وسلم -»(رواه البخاري).
الحادي والعشرون: أن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسرًا، وأن بعد الضيق فرجًا:
فليحسن الظن بالله فإنه جاعل له فرجًا ومخرجًا. وكلما استحكم الضيق وازدادت الكربة قرب الفرج والمخرج. وقد قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦)} (الشرح: ٥ – ٦)، فذكر عسرًا واحدًا ويسرين، فالعسر المقترن بأل في الآية