تنبيه: برغم بركات المسجد الأقصى وفضائله ومزاياه، فإن المسجد الأقصى ليس حَرَمًا بإجماع العلماء، ومن الخطأ وصفه بالحرم أو ثالث الحرمين كما هو شائع، فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته، ولم يحرم الله صيدًا ونباتًا إلا في مكة والمدينة.
من أبرز علامات الإيمان الحب في الله والبغض في الله:
إن من أبرز علامات الإيمان الحب في الله والبغض في الله والمولاة والمعاداة من أجل العقيدة الحقة , ومن أجل دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينًا سواه , ولا يرضى من الأديان غيره , فكل دين غير دين الإسلام فهو باطل وغير مقبول عند الله , قال تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: ٨٥)، فدين الإسلام هو الحق وما سواه فهو باطل وضلال، قال تعالى:{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}(يونس:٣٢).
إن عداوة الدين هي أقصى العداوات وأشدها, وهي التي لا هوادة في عداوتها, فكل العداوات قد يرجى زوالها إلا عداوة من يعاديك من أجل عقيدتك ودينك, إلا أن تتبعه وتسير معه على دينه، قال تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة:١٢٠) , وكل من كان أبعد عن الحق وأعتق للباطل كانت عداوته لهل الحق أشد وأبشع, ولهذا كانت عداوة اليهود وعداوة المشركين أشد العداوات للإسلام وأهله , لا يألون جهدًا في الوقيعة بالمسلمين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم قال تعالى:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: ٨٢).
فهؤلاء اليهود الذين لعنهم الله وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت , ووصفهم بأنهم سماعون للكذب آكالون للسحت , وأنهم قالوا العزير ابن الله , وقالوا يد الله مغلولة , وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء , تعالى الله وتقدس عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.