للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• حفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:

النوع الأول: حفظه له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال الله - عز وجل -: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} (الرعد:١١).

قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونَهُ بأمرِ الله، فإذا جاء القدر خَلُّوْا عنه.

وقال عليٌّ - رضي الله عنه -:إنَّ مع كلِّ رجلٍ ملكين يحفظانه مما لم يقدرْ فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينَه، وإنَّ الأجل جُنَّةٌ حصينة.

وقال مجاهد: ما مِنْ عبدٍ إلاَّ له مَلَكٌ يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامِّ، فما من شيء يأتيه إلا قال: وراءك، إلا شيئًا أذن الله فيه فيصيبه.

عن ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» (صحيح رواه أبو داود).

قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْخَسْفَ.

(مِنْ بَيْن يَدَيَّ):أَيْ أَمَامِي، (أَنْ أُغْتَال):بِصِيغَةِ الْمَجْهُول: أَيْ أُوخَذ بَغْتَة وَأَهْلَكَ غَفْلَة (قَالَ وَكِيع: يَعْنِي الْخَسْف):أَيْ يُرِيد النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - بِالِاغْتِيَالِ مِنْ الْجِهَة التَّحْتَانِيَّة: الْخَسْف.

قَالَ فِي الْقَامُوس: خَسَفَ اللهُ بِفُلَانٍ الْأَرْض غَيَّبَهُ فِيهَا.

قَالَ الطِّيبِيُّ: عَمَّ الْجِهَات لِأَنَّ الْآفَات مِنْهَا وَبَالَغَ فِي جِهَة السُّفْل لِرَدَاءَةِ الْآفَة.

• احفظ الله في صغرك يحفظْكَ في كبَرك:

ومَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله.

<<  <  ج: ص:  >  >>