وأما أول معالم عود المرض إليه - صلى الله عليه وآله وسلم - فكان بعد رجوعه من دفن أحد أصحابه، فعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ:«رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: «وَارَأْسَاهْ»، قَالَ:«بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ»، قَالَ:«مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ؟» قُلْتُ: «لَكِنِّي ـ أَوْ لَكَأَنِّي بِكَ ـ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ»، قَالَتْ:«فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ»(رواه أحمد وإسناده صحيح).
• تخيير النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بين الموت والخلد:
عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ:«يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ؛ فَانْطَلِقْ مَعِي».