الزوجة التي يقول الله - عز وجل - عنها في كتابه:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}(الروم: ٢١ (لا ألفة، ولا مودّة، ولا رحمة، مشاكل، خلافات، محاكم، لماذا؟ لأنه لم يبارَك فيها.
بركة العمر:
العمر، أغلى ما يملك الإنسان في الدنيا عمره، تمر السنة والسنتان والعشر سنين والواحد منهم مكانه يراوح، في عبادته، في علمه، في حفظه لكتاب الله، في تفقهه، في دينه، وإن تقدم فشيئًا يسيرًا، يعيش الواحد منهم الستين والسبعين سنة وإذا قارن هذا العمر الطويل بما قدم للآخرة يجد الفارق الهائل، ربما لم يحفظ خمسة أجزاء من القرآن، لماذا؟ لأنه لم يبارَك له في عمره.
أوقات كثير منهم مهدره، أربعٌ وعشرون ساعة في اليوم والليلة، لو تأملنا كيف تذهب لَحَزَنَّا على ذلك، ست ساعات في النوم، ست ساعات في العمل، وساعة للصلوات الخمس، كلها ما يقارب اثنتي عشرة إلى ثلاث عشرة ساعة، والباقي ما يقارب النصف ضائع، لماذا؟ لأن البركة نُزِعت من الوقت.
ومما يزيد الأمر خطورة أننا سوف نُسأل عن أعمارنا: فيم قضيناها؟ فعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ سدد خطاكم عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ:«لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).