والوقتُ أنْفَسُ ما عُنيتَ بحفظهِ ... وأراه أسهلَ ما عليك يُضَيَّعُ
ولعل أوجز كلمة في تعريف الوقت هي:«الوقت هو الحياة».
وقال علي بن أبي طالب سدد خطاكم:«من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصّله، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه».
وقال ابن القيم - رحمه الله -: «وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مَرّ السحاب، فما كان مِن وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطَالة، فموت هذا خير من حياته».
وكما قيل:«إن الليل والنهار رأس مال المؤمن، ربحُها الجنة وخسرانها النار».
وقال ابن القيم - رحمه الله -: «السَّنَةُ شجرة، والشهور فروعُها، والأيام أغصانُها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثِمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته حنظل».
وقد قيل:«الوقت المفقود لايُشترى بالنقود، وأمس لايُرَدّ وغدًا ليس في اليد، كثير من الناس يظنون أنهم يقتلون الوقت، ولكن الوقت هو الذي يقتلهم».
بركة العلم:
نزعت البركة من علم كثير منا، تجد الواحد عنده شهادة جامعية أو خريج كلية علوم شرعية وليس له أثر في أهله وجيرانه وأقاربه، كم سمعنا من المحاضرات، كم حضرنا مجالس علم، كم قرأنا من كتب، أين أثر ذلك علينا وعلى أهلنا وجيراننا ومجتمعنا؟ لا شيء، لماذا؟ لأنه لم يبارَك فيه، لماذا؟ لأننا ربما لم تكن نيتنا خالصة لله، أو لم نستشعر مسؤوليه تبليغ العلم،، لا نستشعر أهمية الدعوة إلى الله. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ابن العاص - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ:«بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آيَةً»(رواه البخاري).