للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا هو حال من نزعت منه البركة، تحولت النِعَمُ إلى نِقَم، وأسباب الراحة والسعادة إلى شقاء ومتاعب، وأصبح يجري وراء الدنيا، كالذي يشرب من البحر؛ كلما زاد شربًا زاد عطشًا.

فكيف المخرج من ذلك؟ ما السبيل إلى حصول البركة؟ ماذا نعمل حتى تحصل لنا البركة ونسعد بما يعطينا الله من نعم؟

تعريف البركة:

البَرَكَةُ، هي النَّماءُ والزيادةُ، وهي شيء من خير يجعله الله تعالى في بعض مخلوقاته، والتَّبْريكُ الدُّعاءُ بها.

والبركة هي الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه بسبب ذات مباركة أو زمان مبارك. وهي: أن تعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيرك في الزمن الكثير.

ضوابط في مفهوم البركة:

١ - البركة كلها من الله كما أن الرزق من الله؛ فلا تطلب البركة إلا من الله؛ ويدل على هذا قوله تعالى: {قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ} (هود: ٤٨)، وقوله: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (هود: ٧٣).

فإذا كانت البركة من الله فطلبُها من غيره شرك.

البركة من الله - عز وجل - , وهو الذي يبارك ويجعل الشيء مُباركًا، قال تعالى على لسان عيسى - عليه السلام -: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} (مريم: ٣١). والله - سبحانه وتعالى - هو الذي يجعل البركة فيمن شاء، وفيما شاء كما قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: ٧١). ويبارك على من شاء، كما قال تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} (الصافات: ١١٣). والله الذي يبارك وحده، ولا يجوز للمخلوق أن يقول: باركتُ على الشيء، أو يُقال له: بارِكْ لنا، أو: اجعَلْ لنا بركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>