للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل المبارك:

الرجلُ المبارَك هو الذي يُنْتَفَع به حيثُما حلّ، وإذا قرُب العبد من ربّه بورِك في وقته وعمِل أعمالًا كثيرةً في زمنٍ يسير. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنَا». قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنَا». قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟».قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنَا». قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنَا». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (رواه مسلم).

الصحبة المباركة:

وخير الصُّحبةِ صُحبةُ الصالحين، وأزكى المجالس مجالسُ الذّكر، تحضرُها الملائكة، ويُغفَر لجليسها وهذا من بركَتهم على نفوسهم وعلى جليسهم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ لِلهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ -: «مَا يَقُولُ عِبَادِي؟». قَالُوا: «يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ».

فَيَقُولُ: «هَلْ رَأَوْنِي؟». فَيَقُولُونَ: «لَا وَاللهِ مَا رَأَوْكَ». فَيَقُولُ: «وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟». يَقُولُونَ: «لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا». يَقُولُ: «فَمَا يَسْأَلُونِي». قَالُوا: «يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ». قَالَ: «وَهَلْ رَأَوْهَا؟». قَالُوا: «لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا». قَالَ: «فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟». قَالُوا: «لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً».

قَالَ: «فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟». قَالُوا: «مِنْ النَّارِ». قَالَ: «وَهَلْ رَأَوْهَا؟». قَالُوا: «لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا». قَالَ: «فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟». قَالُوا: «لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً». فَيَقُولُ: «فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ؛ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>