للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلاصة معناه أن ادعاءكم محبة الله ومحبة رسوله لا يتم ولا يستتب بمسح الوضوء فقط، بل بالصدق في المقال وبأداء الأمانة وبالإحسان إلى الجار.

٤ - هناك قصة مفتراة على الصحابية أم أيمن مولاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنها شربت بول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. رُوي عن أم أيمن أنها قالت: قام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها». قلت: «قد والله شربت ما فيها». قالت: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبدًا».

(الحديث الذي جاءت به هذه القصة أخرجه الحاكم في (المستدرك) ولا يصح، وهذه القصة مفتراة على أم أيمن - رضي الله عنها -).

ثانيًا: من التبرك الممنوع: التبرك بالصالحين:

فلا يُتَبَرّك بذواتهم، ولا آثارهم، ولا مواضع عباداتهم، ولا مكان إقامتهم، ولا بقبورهم، ولا تشد الرحال إلى زيارتها، ولا يُصَلَّى عندها، ولا تُطلَب الحوائج عند قبورهم، ولا يُتَمَسَّح بها، ولا يُعْكَفُ عندها، ولا يُتَبَّرك بمواليدهم، وغير ذلك ومن فعل شيئًا من ذلك تقربًا إليهم فقد أشرك بالله شركًا أكبر، إذا اعتقد أنهم يضرون أو ينفعون، أو يعطون أو يمنعون، أما من فعل ذلك يرجو البركة من الله بالتبرك بهم فقد ابتدع بدعة نكراء، وعمل عملًا قبيحًا.

ثالثًا: من التبرك الممنوع:

التبرك بالأشجار، والأحجار، والقبور، والحيطان، والغيران كغار ثور وغار حراء، أو بالعيون أو غير ذلك، معتقدًا أنه بتمسحه بها، أو أخذ ترابها أو العكوف عندها، أنها تشفع له عند الله وأنها تعطيه الخير الكثير، وتمنحه النفع بنفسها وتدفع عنه الضر، فهذا شركٌ أكبر مخرج من ملة الإسلام، وفي حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>