للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفيد الناس وتساعدهم على الإيمان ومعرفة الحق. وهذا هو ماقصده موسى - عليه السلام - عندما طلب من فرعون أن يكون موعد المواجهة بينه وبين السحرة يوم اجتماع الناس {يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} (طه: ٥٩).

ويستمر الغلام في إصدار الأوامر إلى الملك العاجز: «وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ» حتى يكتمل ضعف الغلام في إحساس الناس فيكون غلامًا صغيرًا مصلوبًا في جذع شجرة، حتى يسهل على الناس الانطلاق بإحساسهم نحو الإيمان بالقوة التي قهرت الملك والتي تقف مع ذلك الغلام الصغير المصلوب، قوة الله رب الغلام.

«ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي». واشتراط أن يكون السهم من كنانته هو؛ فيكون سبب القتل من عنده وتتأكد رغبته في القتل.

«ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ».

ولقد كان من الطبيعي أن يوضع السهم في كبد القوس ولكن الغلام جعل التصرف الطبيعي تنفيذًا لأمر منه حتى لا يتحرك الملك أي حركة من تلقاء نفسه ليكون خضوعه كاملًا ونهائيًا لأوامر الغلام.

«ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ ارْمِنِي، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي».

وبهذا يكون الغلام قد أعطى للناس تفسيرًا للموقف فيكون قتله رغبة منه وسببًا من عنده، يتحقق بقدَر الله بعد أن عجز الملك.

الملك ينفذ أوامر الغلام:

«فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ»، ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ».

<<  <  ج: ص:  >  >>