للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠)} (العنكبوت: ٢٨ - ٣٠).

أرسل الله لوطا إلى قومه، وكانوا مع شركهم، قد جمعوا بين فعل الفاحشة في الذكور، وتقطيع السبيل، وفشو المنكرات في مجالسهم، فنصحهم لوط عن هذه الأمور، وبيَّن لهم قبائحها في نفسها، وما تئول إليه من العقوبة البليغة، فلم يَرْعَوُوا ولم يذّكّروا. {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، فأيس منهم نبيُّهم، وعَلِم استحقاقهم العذاب، وجزع من شدة تكذيبهم له، فدعا عليهم و {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} فاستجاب اللهُ دعاءه، فأرسل الملائكة لإهلاكهم.

طريق الإصلاح في البعد عن طريق المفسدين من الشيوعيين والعَلَمانيين وغيرهم والبعد عن نظرياتهم التي تخالف شرع الله - سبحانه وتعالى -:

قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣)} (الأنبياء: ٢٢ - ٢٣). وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢)} (الأعراف: ١٤٢).

{وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} يعني: قال له قبل انطلاقه إلى الجبل: كن خليفتي على قومي. {وَأَصْلِحْ} أي: اتبع طريق الصلاح، ومُرْهُم بالصلاح، وأصلح بينهم {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} أي ولا تتبع طريق الذين يعملون بالمعاصي، ولا ترضى به، واتّبع سبيل المطيعين.

النهي عن الإفساد بعد الإصلاح:

قال ابن القيّم - رحمه الله - في قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}

<<  <  ج: ص:  >  >>