للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوسط في إخراج المال في الزكاة]

روى أبو داود من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْمَ الإيمان) أي: ذاق طعم الإيمان في قلبه، قال: (من عبد الله وحده، وعلم أن لا إله إلا الله) وهذا كقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:١٩] أي: العلم المنافي للشك، قال: (من عبد الله وعلم أن لا إله الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه) فيعطي زكاة ماله ولكن شرط ذلك: أن يعطي زكاة المال طيبة بها نفسه، فتراه مسروراً بأنه يدفع زكاة المال؛ لأن الله عز وجل وعده الأجر العظيم.

والرفد معناه: الإعانة، أي: يعطي ويعين بها في كل عام، وأيضاً: نفسه تعينه على ذلك، قال: (ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولا الشرط اللئيمة) والهرمة: العجوزة إذا كانت في زكاة بهيمة الأنعام، والدرنة التي فيها درن، والشرط اللئيم: الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء أو التي فيها داء.

قال: (ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره) يعني: في زكاة المال لم يطلب منكم أغلى شيء في أموالكم ولا أدنى الأشياء، ولكن تدفع في زكاة مالك أو الصدقة الوسط، وهو الشيء الذي تحبه لنفسك، فتعطيه للفقراء فهذه بعض الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة المال.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.