من الأحاديث: حديث أبي سعيد الخدري رواه أبو داود وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في الجماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة).
أي: أن صلاتك في الجماعة تضاعف على صلاة الواحد خمسة وعشرين مرة، ولذلك كان صلاة الثمانية أفضل من صلاة مائة وأكثر منهم؛ لأن الإنسان في الجماعة صلاته أفضل من صلاة خمسة وعشرين فرادى.
فقال لنا هنا:(الصلاة في الجماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة، وإذا صلاها في فلاة) فالإنسان الذي في المسجد سيلاقي من يعينه على صلاة الجماعة، أما إذا كان في صحراء كأن يكون مسافراً في الطريق وحضرت عليه الصلاة فصلى منفرداً متماً لركوعها وسجودها فإن أجره يزيد ويتضاعف؛ لأن صلاة الإنسان منفرداً يدخلها وسوسة الشيطان وحثه على الإسراع فيها، فإذا أتم الركوع والسجود كان ثوابه فيها أكثر.
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(وإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجوها بلغت خمسين صلاة) ولأنك إذا أذنت في الصحراء وأقمت وصليت صلى وراءك عدد لا تعلمه من خلق الله سبحانه وتعالى.
فقد جاء في الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه كما عند عبد الرزاق في مصنفه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان الرجل بأرض فلاة - أي: صحراء- فحانت الصلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماء فليتيمم، فإذا أقام صلى معه من خلفه من جنود الله ما لا يرى صلاته).
يعني: ألوفاً مؤلفة لا يمكن أن يرى طرفاها، ولا يعرف أولها من آخرها، فالله يفرح من عبده الذي يفعل ذلك ويعجب منه.
وفي الحديث:(يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية جبل) أي: راعي غنم فوق جبل يؤذن للصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل: (انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة).