جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:(الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)، فكل ما داريته في نفسك وأردت أن لا تظهره فهو إثم وإن كنت تزعم أنه من المتشابهات.
في حديث وابصة بن معبد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يسأله عن البر والإثم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال له:(أخبرك بما جئت تسأل)، وهذه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فالرجل ما قال شيئاً بل أتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فقبل أن يسأل قال له النبي صلى الله عليه وسلم:(أخبرك؟ فقال: نعم.
يا رسول الله! فقال: جئت تسألني عن الإثم قال: قلت: نعم.
يا رسول الله! فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها -أي: يدق بها على صدر وابصة - ويقول: يا وابصة! استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمئن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك).
إذاً من الممكن أن يسأل الإنسان المفتي عن شيء أهو حلال أو حرام؟ وعلى حسب سؤال المستفتي يكون جواب المفتي بأنه حلال أو حرام، فالإنسان يمكن أن يعمي على من يجيب عنه بحيث يأخذ منه ما يريد، وهو في نفسه يعرف أن هذا حرام أو حلال، لكن كثيراً من الناس تجد أحدهم يريد أن يأخذ فتوى تبرر موقفه، ولسان حاله يقول: يتحمل عبء هذه الفتوى العالم وليس أنا، فنقول لمثل هذا: العالم لن يتحمل إلا ما أفتى به وبما استبان له، فهو إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، لكن أنت الذي عميت عليه، وأنت الذي خدعته في السؤال، فعليك الوزر في كل أحوالك.