[الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة، والترهيب من ضد ذلك]
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد: قال الحافظ المنذري رحمه الله: [الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة، والترهيب من إخلافه، ومن الخيانة، ومن الغدر، وقتل المعاهد أو ظلمه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(تقبلوا إلي ستاً أتقبل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اؤتمن فلا يخن) رواه أبو يعلى.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم)، رواه أحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي].
هذه أحاديث ذكرها الحافظ المنذري في الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة، وفيها أن المؤمن إذا وعد وعداً فعليه أن ينجز وينفذ وعده، ولا يترك ما وعد أن يفعله فيتركه.
وأيضاً: أنه يؤتمن فيؤدي الأمانة، ولا يخون في أمانته، والأمانة أمانتان: أمانة مع الخالق، وأمانة مع الخلق.
فالأمانة مع الله عز وجل هي التي قال فيها:{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب:٧٢]، فالأمانة مع الله هي التكاليف الشرعية.
والأمانة مع الخلْق هي: ما يؤتمن عليه من أموال الناس، ومن دماء الناس، ومن أعراض الناس، فما يؤتمن عليه من شيء فيلزمه أن يحافظ عليه، وأن يؤديه ولا يخون فيه.