من الأحاديث: حديث أبي هريرة: (إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً).
وهذا الحديث يوضح الحديث السابق، يعني: أن أثقل صلاتين على المنافقين الفجر والعشاء.
ومن الصلوات المأمور بالمحافظة عليها الصلاة الوسطى صلاة العصر، وهي أيضاً ثقيلة، قال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى}[البقرة:٢٣٨].
وهذه الصلوات ثقيلة؛ لأن صلاة الفجر والعشاء في وقت نوم للإنسان، والصلاة الوسطى صلاة العصر وقت الرجوع من العمل وفيه تعب للإنسان، ولذلك فربنا يحثنا أن نحافظ على الصلوات كلها، صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.
ومما جاء في المحافظة على الصلاة قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم) ولقد كاد يصنع ذلك، وما منعه إلا أن البيوت فيها الأطفال الذين لا تجب عليهم الصلاة، وفيها النساء اللاتي لا تجب عليهن صلاة الجماعة؛ ولذلك لم يفعل صلوات الله وسلامه عليه.
يقول ابن عمر: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن.
فالصحابة كانوا إذا لاقوا الرجل لا يصلي الفجر جماعة ولا العشاء جماعة أساءوا به الظن.
وأعداء الإسلام ينظرون إلى مساجد المسلمين، ويعرفون أن الإسلام لن يكون قوياً حتى تمتلئ المساجد في صلاة الفجر، ولهذا فاحرصوا على صلاة الفجر، وقاوموا الشيطان، وواظبوا على الصلاة في الجماعة خاصة الفجر والعشاء.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.