[شرح حديث:(إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق)]
في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق).
فالإنسان الأخرق هو الذي فيه حماقة، وفيه تهور، وفيه اندفاع، وفيه طيش، وفيه عنف، فالإنسان يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.
وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق، يعني: أن من علامات محبة الله عز وجل للعبد أنه يكون رفيقاً، وفيه تؤدة وطمأنينة، وفيه يسر، وكذلك العكس: فالإنسان الذي فيه نفور وشغب هذه علامة على بعده عن الخير.
ثم قال صلى الله عليه وسلم:(ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير) يعني: أن من علامات الخير أن يتربى أهل البيت على الرفق، ويكون كل أهل البيت فيهم هذه الصفة، ورب البيت هو الذي يؤثر عليهم بذلك، فإن كان رب البيت طائشاً أخرق أحمق فتكون صفة أهل البيت كذلك إلا من رحم الله عز وجل، فإذا كان كبير البيت أخرق طائشاً فإن بقية أهل البيت يقلدونه في هذا الشيء.
كذلك جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف)، وهذا الحديث رواه الطبراني من حديث أبي أمامة، وفيه:(إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه)، فالرفيق يحبه الله عز وجل، والإنسان الرفيق حسن الخلق يكون بجوار النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، والإنسان الرفيق يعينه الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث هنا قال:(يعين عليه ما لا يعين على العنف).
فإذا أردت أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر بطريقة فيها لطف وفيها رفق، فإن الله يعينك عليه أكثر من أن تكون الطريقة فيها عنف وشدة، وكأن العنيف اعتمد على نفسه، وكأنه يقول: أنا سأغير، وأما الرفيق فاعتمد على ربه سبحانه، فاستحق الرفيق أن يعان من عند الله عز وجل، وأما العنيف فوكله الله عز وجل إلى نفسه.
وفي حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم:(يا عائشة! ارفقي؛ فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق).
فحق الرفيق أن يعان من عند الله عز وجل، وأما العنيف فوكله الله عز وجل إلى نفسه.