في حديث جابر بن عبد الله كما في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً)، يعني: تحصل بركة ونور في بيتك بسبب صلاتك فيه.
وفي الحديث الآخر عن أبي موسى الأشعري كما في الصحيحين:(مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت)، أي: كما أن هناك فرق كبير بين الحي والميت ولا يوجد وجه للمقارنة بينهما، فكذلك هناك نفس الفرق بين بيت يذكر فيه الله وبيت لا يذكر فيه الله.
وفي الحديث: جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل: الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقال صلى الله عليه وسلم:(ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد؟ فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة)، أي: إلا أن تكون صلاة الفريضة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصلي النافلة في بيته، ثم يخرج على الناس في المسجد يصلي بهم ويرجع إلى بيته فيتنفل صلوات الله وسلامه عليه.
وفي الحديث الذي رواه البيهقي بإسناد جيد عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع).
ومعلوم أن فضل الفريضة على التطوع كبير جداً، فكذلك صلاتك في بيتك حيث لا يراك أحد فضلها على صلاتك على مرأى من الناس كفضل الفريضة على التطوع.
وهذا محمول على إذا كان من الممكن للإنسان أن يرجع إلى بيته ويصلي هذه الصلاة، ولكن أحياناً قد يحدث للإنسان عذر من الأعذار لا يتمكن معه من صلاة النافلة في البيت، وإذا حاول ذلك فقد تضيع منه النافلة، وقد يتكرر هذا الأمر، فعلى ذلك يصلي النافلة ولو في المسجد فهذا أفضل من أن تضيع منه النافلة، فإن استطاع أن يصلي صلاة النافلة في بيته فهذا أفضل من أن يصليها في المسجد، ولكن أحياناً قد يحب الإنسان أن يأتي إلى المسجد مبكراً حتى لا تفوته تكبيرة الإحرام، فليأت إليه مبكراً فهذا أفضل له، ويصلي النافلة في بيت الله عز وجل بعد الأذان، فإن استطاع أن يصلي النافلة في بيته، وعلم أنه لن تفوته تكبيرة الإحرام - كأن يكون بيته قريباً من المسجد- فعلى ذلك صلاته في بيته أفضل له.