شرح حديث (وأيما رجل استدان ديناً لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه)
جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الترهيب من الدين على أي صورة من الصور، فمن هذه الأحاديث ما رواه ميمون الكردي عن أبيه -وهو حديث صحيح- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر).
إنسان يتزوج ويتفق مع المرأة أو مع أهلها على أنه سيدفع المهر كذا، وهو ينوي ألا يدفع، وينوي أن يخدع ولا يدفع شيئاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها، خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان) والعياذ بالله! فانظر إلى بشاعة هذه الجريمة التي يقع فيها الإنسان! وانظر إلى العقوبة التي يعاقب عليها تعرف مدى الجرم الذي أجرمه هذا الإنسان، فيتزوج وينوي الخديعة، والزواج آية من آيات الله سبحانه، قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم:٢١].
فالزواج تظهر فيه آيات الله سبحانه من المودة والرحمة، فيؤدي الحق (إن أحق ما وفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج) كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الإنسان يتزوج وينوي الخداع أنه لا يدفع شيئاً، ويريد أن يتزوج المرأة ويدخل بها ثم بعد ذلك يطلقها ويضيع حقها، فهذا الإنسان يحشر يوم القيامة مع الزناة والعياذ بالله! قال صلى الله عليه وسلم:(وأيما رجل استدان ديناً لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه خدعه حتى أخذ ماله)، خدعه مع لين القول، وضحك عليه بكلام طيب: أعطني المال وسأرجعه لك يوم كذا، وستلاقي مني كذا، وهو ينوي ألا يرد هذا المال، فهذا يلقى الله سبحانه وهو سارق يوم القيامة، فالسرقة كبيرة من الكبائر، فماذا ينتظر صاحب الكبيرة إلا النار والعياذ بالله!