ومن الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من حمل علينا السلاح فليس منا).
فالإنسان الذي يحمل السلاح ويقاتل المسلمين لكونهم مسلمين فهو كافر، وليس مسلماً.
فالذي يقاتل المسلم لكونه مسلماً، فيقاتله على إسلامه وعلى دينه ليفتنه عنه فليس بمسلم، حتى وإن زعم هذا الإنسان أنه مسلم، طالما أنه يقاتل المسلم ليفتنه عن دينه.
وأما من حمل السلاح على المسلمين على وجه التهديد والسطو عليهم ليأخذ أموالهم فيدخل تحت (فليس منا)، أي: ليس على طريقتنا ولا ينسب إلينا، وإن كان الأول أشد شراً من هذا الثاني.
فالأول: فتن المسلم عن دينه.
وحمل السلاح ليقاتله لكونه مسلماً.
فهذا ليس منا على الحقيقة؛ لأنه لا يوجد مسلم أبداً يقاتل مسلماً لكونه مسلماً.
فإذا وجد مثل ذلك فإنه ليس مسلماً.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن من يحمل السلاح على وجه التعدي والاعتداء، وعلى وجه قطع الطريق، وغير ذلك فهذا ليس من المسلمين، أي: لا ينسب إليهم، يعني: أنه قد أتى بكبيرة من الكبائر.
وليس مثل هذا يستحق أن ينسب إلينا.
فالفرق بينهما: أن الأول كافر، والثاني مرتكب كبيرة من الكبائر.