من آداب ختم القرآن: أنه يستحب إذا ختمت أن تبدأ من جديد، ويقول النووي: أن يكون في أول الليل أو في أول النهار، وهذا بحسب ما تيسر له إن قرأ وحده، قال: والختم في الصلاة أفضل.
أي: إذا كان لك ورد تقرؤه من القرآن وقد وصلت إلى أن تختم القرآن، فاختمه وأنت تصلي، فإن هذا أفضل.
واستحب السلف صيام يوم الختم، وحضور مجلسه، يعني: إذا كان إنسان سيختم في يوم استحبوا له أن يصوم في هذا اليوم؛ ليكون أقرب في إجابة الدعاء إذا ختم.
وقالوا: يستجاب الدعاء عند الختم، وتنزل الرحمة عند ختم القرآن، وكان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أراد الختم جمع أهله وختم ودعا، وهذا من فعل الصحابي، وليس وارداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كانوا يقولون: هذا من فعل السلف رضوان الله عليهم، ومنهم أنس بن مالك، وهذا رواه عنه الدارمي وسعيد بن منصور بإسناد صحيح: أنه كان إذا أراد الختم يجمع أهله وأولاده ويختم؛ حتى تنزل الرحمة والبركة على الجميع، وحتى إذا دعا كان الدعاء لهم جميعاً.
وقد استحبوا الدعاء بعد الختم استحباباً متأكداً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(اقرءوا القرآن وسلوا الله به قبل أن يأتي أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس)، فقراءة القرآن عمل صالح، فتسأل الله عز وجل بأعمالك الصالحة أن يستجيب لك، وادع بما شئت في ذلك.
قال: ويدعو بالمهمات، ويكثر من ذلك، وفي صلاح المسلمين، وادع بأعظم الأشياء، وهو صلاح حال المسلمين، وصلاح حال بلاد المسلمين، وادع بالرحمة للأحياء والأموات، والدعاء العام من أجمل ما يكون.
قال: وصلاح ولاة أمورهم، ويختار الدعوات الجامعات، واستحبوا إذا ختم أن يشرع في ختمة أخرى، والله أعلم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.