جاء في صحيح مسلم عن تميم الداري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
والنصيحة: أن تنصح لله، ابتغاء وجه الله سبحانه، وأن تخلص دينك من شوائب الشرك والرياء والنفاق والمعاصي، فيكون الدين لله خالصاً، كما يقال: نصحت العسل، أي: نقيته من الشوائب وصفيته، فالنصيحة لله، أي: أن تخلص لله عز وجل.
وكذلك تنصح لكتاب الله سبحانه، بأن تؤمن إيماناً صادقاً بكتاب الله سبحانه، وتؤمن أنه نزل من عند الله رب العالمين، وأنه نزل بالحق، وأنه ينبغي عليك أن تتعلمه وتحفظ منه وتعمل به، وتؤمن بأنه نزل شريعة ومنهاجاً للخلق، وبأنه كتاب حق، نزل حقاً من السماء، ونزل مشتملاً على الحق شريعة ومنهاجاً للحياة، وتؤمن بأن الخلائق لا يقدرون على أن يأتوا بشيء من مثله، كما ذكر الله سبحانه، وأنه كتاب معجز، وأنه ينبغي عليك أن تتلوه وتتدبره حق التلاوة وحق التدبر، وأن تعتبر بما فيه، وأن تتعظ بالحكم التي فيه، وكذلك تعلم الناس أحكامه، وتدعو إليه، وتنشر علومه، فهذا من النصح لكتاب الله سبحانه وتعالى.
ويحرم الجدال في القرآن، فليس القرآن محلاً للجدال، وإنما إذا اختلف شخصان في شيء منه فالواجب عليهم أن يردوا العلم إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فما قالوه يوقف عنده.