وكذلك التجارة، فيجوز أن يأمر بالشيء الخفيف، أما أنه يحول المعتكف إلى مكان للحسابات في الليل والنهار، ويتكلم بالهاتف المحمول: اعملوا كذا ولا تعملوا كذا، فالاعتكاف ليس لذلك، وأحياناً يكون في الهاتف المحمول نغمات موسيقية لا يحل للمسلم أن يضعها في بيت الله فيؤذي الملائكة بذلك، وإذا كانت الملائكة تتأذى بصوت الجرس مثل ناقوس النصارى فكيف بموسيقى فيها رقص وأغاني؟ وأحياناً يكون الناس في جنازة وشخص يدخل بمثل هذا الهاتف الذي فيه موسيقى، الناس يبكون على الميت وصاحبنا مشغول بالهاتف الذي عليه موسيقى راقصة داخل بيت الله تبارك وتعالى ولا يستحي! (فاستحيوا من الله حق الحياء) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وأحياناً نجد بعض الناس ينشغل بهاتفه في المسجد، فيشغل الناس والمصلين، فإنما بنيت المساجد لذكر الله، وللصلاة، وللعلم، وغير ذلك لا يصلح في المسجد، وأما أنك تدخل المسجد فتؤذي المصلين بالكلام في الهاتف فهذا لا ينبغي، بل اخرج من المسجد وتحدث براحتك في الشارع، وأما بيت الله عز وجل فليس لك أن ترفع صوتك فيه، إذا كان ليس لك الحق أن ترفع صوتك بالقرآن فمن باب أولى الكلام في الهاتف، والذين يفعلون هذا الشيء قليل جداً، ولكن بفعلهم هذا يؤذون الناس في بيت الله عز وجل بذلك.
إذاً: فالمعتكف يجوز له أن يأمر بالشيء الخفيف في ماله إن احتاج إليه الناس، أو احتاج عياله أن يسألوه عن شيء.