جاء في لفظ لحديث عائشة في البخاري قالت:(إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده)، فيجوز الاعتكاف للرجال وللنساء.
وقال في حديث عند أحمد:(التمسوها في العشر الأواخر) يعني: ليلة القدر.
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:(كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام) أي: يراجع القرآن كله من ساعة ما بعث إلى موته، فكل سنة في رمضان يراجع القرآن، ولهذا قلنا: إنه يستحب أن يختم القرآن مرة في صلاة التراويح في رمضان، ويستحب للمسلم أن يختم القرآن أكثر من مرة في رمضان بحسب قدرته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كل ليلة فيعارضه القرآن، والعرض: هو قراءة التلميذ على الشيخ، فيقرأ التلميذ والشيخ يسمع، فيصحح للتلميذ، والعكس فالشيخ يقرأ ليصحح للتلميذ فكان جبريل يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم، في كل سنة في رمضان إلى آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه القرآن مرتين في العام الذي قبض فيه.
وقرأ جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله على هذا الترتيب الحالي الذي بين أيدينا، فأتم الله عز وجل نوره، ولا يمنع ذلك أنه نزل بعد ذلك آيات كقوله تعالى:: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}[المائدة:٣]، فكان يقول له: ضعها في المكان الفلاني.
وفي العام الأخير من حياته صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً، وكان كل سنة يعتكف عشرة أيام.