كذلك يصان المسجد عما يؤذيه ويؤذي المصلين، حتى من رفع الصبيان أصواتهم فيه, فالذي يأتي بابنه المسجد وهو يعلم أنه يلعب فلا يجوز له ذلك، والطفل الذي يفهم الصلاة كأن يكون ابن ثمان سنين أو تسع يؤتى به إلى المسجد ويؤدب بأن لا يرفع صوته، ولا يجري في المسجد ولا يوسخ فراشه، حتى يتربى الطفل مؤدباً في بيت الله، والمصلون عندما يرون الطفل مؤدباً يثنون على أبيه حيث أدبه وعلمه، وإذا كان الطفل يلعب في المسجد تكلموا على أبيه أنه ما أدبه ولا علمه، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا من عظيم المنكرات، أي: رفع الصبيان أصواتهم في المسجد، وتوسيخهم حصيره, فهذا بيت الله عز وجل فيجب علينا أن نلتزم بالآداب الشرعية فيه حتى نؤجر ويبارك لنا في أنفسنا وأولادنا، ويبارك لنا في الأدب.
فإن الإنسان الذي يكون على خلق عظيم يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.