الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد: روى الإمام الترمذي من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس).
هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدفع المؤمن إلى أن يقرأ القرآن يبتغي به الفضل من الله سبحانه، ويبتغي الثواب في قراءته وحفظه للقرآن، ويخلص لله سبحانه، ويتفهم ويتدبر ما جاء في القرآن من آيات بينات.
وقد ذكر الإمام الترمذي أن عمران بن حصين مرّ على قارئ يقرأ القرآن، فاجتمع الناس حوله يستمعون للقرآن، فلما انتهى سألهم؛ فقد جمع الناس ثم مد يده يسألهم، فقال عمران: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من قرأ القرآن فليسأل الله به)، فالقرآن أعظم من أن يقرأه الإنسان ليمد به يده إلى الناس، ولكن إذا سألت فاسأل الله سبحانه وتعالى، وإذا استعنت فاستعن بالله، قال:(فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس)، أي: يحفظ أحدهم القرآن ثم يقرأ على الناس ليعطيه الناس، ولا يسأل به الله سبحانه وتعالى.