(٢) لما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الصوم، باب صوم داود عليه السلام]، (٣/ ٤٠:برقم ١٩٧٩) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنك لتصوم الدهر، وتقوم الليل؟»، فقلت: نعم، قال: «إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونفهت له النفس، لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله»، قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: «فصم صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى». يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٣٤٤، البحر الرائق ٢/ ٢٧٧، حاشية الشّلبي على التبيين ١/ ٣٣٢، مجمع الأنهر ١/ ٢٥٤. (٣) لما روى مسلم في صحيحه، [كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام .. ]، (٢/ ٨٢٠:برقم ١١٦٢) عن أبي قتادة الأنصاري، رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: «فيه ولدت وفيه أنزل علي». يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٣٤٤، بدائع الصنائع ٢/ ٧٩، المحيط البرهاني ٢/ ٣٩٤، مراقي الفلاح ص ٢٣٦. (٤) سبق بيان معنى الأدب في كلام فقهاء الحنفية، وأنه ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة أو مرتين ولم يواظب عليه، ويسمى أيضاً عندهم المندوب، والمستحب، والفضيلة، كما قرره الحصكفي، لكن المؤلف هنا غاير بين المستحب والأدب، فجعل صوم الاثنين مستحبّاً، وجعل صوم أيام الصيف أدباً، وقد ذكر الشرنبلالي في المراقي أن الأدب يأتي أيضاً في كلامهم بمعنى الخصلة الحميدة، فلعله مراد المؤلف من نقله عن الظهيرية هنا، ولم أجد من ذكر هذا النوع من الصوم إلا ما نقله المؤلف هنا، ولم أقف على وجهه، ويمكن أن يكون للزيادة في أجر الصائم بسبب مكابدته حرَّ أيام الصيف.