للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحجّة الإسلام فريضة إذا استجمعت شرائطه بقوله: {عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (١)، وكلمةُ "على" كلمةُ إيجابٍ وإلزام (٢).

والاستطاعة: الزاد، والراحلة (٣).

فشرائط الحج أن يكون عاقلاً، بالغاً، حراً، صحيحَ البدن (٤)

، مالكَ المال، سوى كَفافه، وقضاء ديونه، ونفقة عياله وخدمه، إلى وقت انصرافه ما يبلغه إلى بيت اللّه تعالى ذاهباً وجائيا، راكباً لا ماشياً، بنفقة وسط، لا إسرافٍ، ولا تقتيرٍ (٥)، مع أمن الطريق وقت خروج أهل بلده (٦). (طح) (٧)

والحج فرضٌ على الفور، هو الأصحّ؛ فلا يباح له التأخير بعد الإمكان إلى العام الثاني، وإن أخّر


(١) سورة آل عمران، من الآية (٩٧).
(٢) يُنظر: أصول الشاشي ص ٢٢٩، أصول السرخسي ١/ ٢٢١، كشف الأسرار ٢/ ١٧٣.
(٣) لما روى الترمذي في سننه، [أبواب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ومن سورة آل عمران]، (٥/ ٧٥:برقم ٢٩٩٨) عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قام رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من الحاج يا رسول الله؟ قال: "الشعث التفل"، فقام رجل آخر فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: "العج والثج"، فقام رجل آخر فقال: ما السبيل يا رسول الله؟ قال: "الزاد والراحلة". ضعفه الترمذي، والخطابي، وابن عبدالبر. يُنظر في الحكم على الحديث: سنن الترمذي ٥/ ٧٥، معالم السنن ٢/ ١٢٤، الاستذكار ٣/ ٤٦٢، نصب الراية ٣/ ٧.
ويُنظر في فقه المسألة: أحكام القرآن للجصاص ٢/ ٣٠، تحفة الفقهاء ١/ ٣٨٦، بدائع الصنائع ٢/ ١٢٢.
(٤) لأنّ الله تعالى شرط الاستطاعة لوجوب الحج، والمريض غير مستطيع، لكن يجب عليه في ماله.

يُنظر: بدائع الصنائع ٢/ ١٢١، المحيط البرهاني ٢/ ٤١٧، تبيين الحقائق ٢/ ٣، منحة السلوك ص ٢٨٤.
(٥) هذا تفسير الزاد والراحلة، قال الكاساني في البدائع ٢/ ١٢٢: "وأما تفسير الزاد، والراحلة فهو أن يملك من المال مقدار ما يبلغه إلى مكة ذاهبا، وجائيا راكبا لا ماشيا بنفقة وسط لا إسراف فيها، ولا تقتير فاضلا عن مسكنه، وخادمه، وفرسه، وسلاحه، وثيابه، وأثاثه، ونفقة عياله، وخدمه، وكسوتهم، وقضاء ديونه".
(٦) لأن الحج لا يتأتى بدون أمن الطريق، فأشبه الزاد والراحلة.
يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٣٨٧، بدائع الصنائع ٢/ ١٢٣، الهداية ١/ ١٣٣، الاختيار ١/ ١٤٠، الجوهرة النيرة ١/ ١٤٩.
(٧) شرح مختصر الطحاوي للأسبيجابي ص ٦٨، (تحقيق: عادل العوفي).

<<  <   >  >>