للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدأ بالحجر فيستقبله، ويكبّر رافعاً يديه كما يكبر للصلاة (١)، ثمّ يرسلهما، ويستلم الحجر، وتفسير ذلك: أن يضع كفّيه على الحجر، ويقبّل الحجرَ إن استطاع من غير أن يؤذي أحداً؛ لأنّ رسولَ اللّه -صلى الله عليه وسلم- فعل كذلك (٢).

والحكمة في تقبيل الحَجَر ما رُوي عن عليّ رضي اللّه عنه أنّه قال: "لما أخذ اللّه تعالى الميثاق على بني آدم من ذريته كتب بذلك كتاباً، وجعله في جوف الحَجَر، فيجيء يوم القيامة ويشهد لمن استلمه" (٣).

وإن لم يستطع استلام الحجَر من غير أن يؤذي أحداً لا يستلمه، ولكن يستقبل الحجَر، ويشير بكفيه نحو الحجر، ويكبّر، ويهلّل، ويحمد اللّه، ويصلّي على النبي عليه السّلام، ثمّ يقبّل كفيه (٤).


(١) لما روى البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الحج، باب ما يقال عند استلام الركن]، (٥/ ١٢٨:برقم ٩٢٥٠) عن نافع، قال: كان ابن عمر يأتي البيت فيستلم الحجر ويقول: "بسم الله والله أكبر". صحّحه النووي، وابن الملقن، وابن حجر. يُنظر: المجموع ٨/ ٣١، البدر المنير ٦/ ١٩٧، التلخيص الحبير ٢/ ٥٣٧.
يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٤، الاختيار ١/ ١٤٧، تبيين الحقائق ٢/ ١٦، الجوهرة النيرة ١/ ١٥٣.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، [كتاب الحج، باب تقبيل الحجر]، (٢/ ١٥١:برقم ١٦١٠) عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الحجر، وقال: «لولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبلك ما قبلتك».
(٣) رواه الحاكم في مستدركه، [كتاب المناسك]، (١/ ٦٢٨:برقم ١٦٨٢) عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر، فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبلك ما قبلتك، ثم قبّله، فقال له علي بن أبي طالب: "بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع". قال: ثم قال: "بكتاب الله تبارك وتعالى"، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب، وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رَق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له افتح فاك. قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرَّق وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد» فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: "أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن". ضعفه البيهقي، والعيني، والسيوطي. يُنظر في الحكم على الحديث: شعب الإيمان ٥/ ٤٨٠، عمدة القاري ٩/ ٢٤٠، حاشية السيوطي على سنن النسائي ٥/ ٢٢٧.
(٤) لم أقف على وجه تقبيل الكفين بعد الإشارة، أما الإشارة فلما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الحج، باب من أشار إلى الركن إذا أتى عليه]، (٢/ ١٥٢:برقم ١٦١٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «طاف النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبيت على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه».
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٢٤، المبسوط ٤/ ١٠، الهداية ١/ ١٣٧، الاختيار ١/ ١٤٧.

<<  <   >  >>