للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصعدُ عليها، ويستقبلُ البيت، ويرفعُ يديه، ويكبرُ ثلاثاً، ويصلّي على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويقول بين كلّ تكبيرتين: "لا إله إلا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، هو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، وهو على كلّ شيءٍ قدير، لا إله لا اللّه، ولا نعبد إلى إيّاه، لا إله إلا اللّه، مخلصين له الدين، ولو كره المشركون، والحمد للّه رب العالمين، الحمد للّه الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ولا شيء بعده، لا إله إلا اللّه إلهاً واحداً، صمداً، لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً، اللّهمّ اجعل هذا حجّاً مبروراً، وسعياً مشكوراً، وعملاً مقبولاً، وتجارةً لن تبور، برحمتك يا أرحم الراحمين" (١).

(ف) (٢)

ثم ينزل من الصّفا، ويتوجّه نحو القبلة، ويقول: "اللّهمّ استعملني لسنة نبيّك، وتوفّني على ملّتك، وملّة رسولك، وأعذني من معضلات الفتن، برحمتك يا أرحم الراحمين" (٣).

ويمشي على هَينته، حتى يصل إلى بطن الوادي، فإذا دخل إلى بطن الوادي سعى بين الميلين الأخضرين (٤)، ويقول في سعيه: "ربّ اغفر، وارحم، واعف، وتكرم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت


(١) يشهد لبعض ما ذكر المؤلف ما جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه قول جابر: ذكره المؤلف ما ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}، «أبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى ر أى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ثم دعا بين ذلك، قال: مثل هذا ثلاث مرات، ... " يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ١٠٤٧ من هذا البحث.

ويُنظر في فقه المسألة: المبسوط ٤/ ١٣، بدائع الصنائع ٢/ ١٤٩، المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٦، الاختيار ١/ ١٤٩، تبيين الحقائق ٢/ ١٩.
(٢) فتاوى قاضيخان ١/ ٢٦٢.
(٣) لما روى البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الحج، باب الخروج إلى الصفا والمروة .. ]، (٥/ ١٥٤:برقم ٩٣٤٩) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول عند الصفا: "اللهم أحيني على سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وتوفني على ملته، وأعذني من مضلات الفتن". ضعّفه الألباني كما في حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ص ١١٩.
ويُنظر في فقه المسألة: المبسوط ٤/ ٥١، المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٦، تبيين الحقائق ٢/ ٢٠، مجمع الأنهر ١/ ٢٧٤.
(٤) يُنظر: الصفحة رقم ١٠٤٦ من هذا البحث.

<<  <   >  >>