للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعزّ الأكرم، واهدني، ونجّني من حرّ جهنّم فإنك تعلم ولا أعلم" (١).

فإذا جاوز بطن الوادي يمشي على هَينته حتى يأتي المروة، ويصعد عليها، ويستقبل البيت، ويقول مثل ما قال على الصّفا، ويقول أيضاً على الصفا والمروة: "اللّهمّ ثبّتني على دينك، وطواعيتك وطواعية رسولك، وجنبني معاصيك، اللّهمّ إذ هديتني للإسلام فلا تنزعه منّي، ولا تنزعني منه، حتى توفّاني عليه، اللّهمّ يسّر لي اليسرى، وجنّبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللّهمّ أعنّي، ولا تعن عليّ، وانصرني، ولا تنصر عليّ، واجعلني لك شاكراً، ذاكراً، راهباً، أوّاهاً (٢)، منيباً، تقبّل توبتي، واغفر حوبتي (٣)، واهدِ قلبي، وسدّد لساني" (٤).

ثم ينزل من المروة ويتوجه إلى الصّفا، يطوف هكذا بينهما سبعة أشواط، يسعى بين الميلين الأخضرين في كلّ شوطٍ، اتفق على هذا رواة نُسك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- (٥).

وإن لم يقف على الصّفا والمروة يجزئه سعيه (٦).


(١) يشهد لبعض هذا ما روى الطبراني في المعجم الأوسط، (٣/ ١٤٧:برقم ٢٧٥٧) عن ابن مسعود، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سعى في بطن المسيل قال: «اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم». ضعّفه ابن حجر، وابن الملقن، وصححه البيهقي موقوفاً. يُنظر في الحكم على الحديث: السنن الكبرى للبيهقي ٥/ ١٥٤، البدر المنير ٦/ ٢١٦، التلخيص الحبير ٢/ ٥٤٣.
ويُنظر في فقه المسألة: المبسوط ٤/ ١٣، بدائع الصنائع ٢/ ١٤٩، المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٦، فتح القدير ٢/ ٤٥٩، الاختيار ١/ ١٤٩.
(٢) الأواه: المتأوه المتضرع، وقيل هو الكثير البكاء، وقيل الموقن. يُنظر: غريب الحديث للخطابي ٢/ ٣٤٠، النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٨٢.
(٣) حوبتي: إثمي. يُنظر: غريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ٢٠، النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٤٥٥.
(٤) يُنظر: المسالك في المناسك ص ٤١٧، الاختيار ١/ ١٤٩، تبيين الحقائق ٢/ ٢٠، فتح القدير ٢/ ٤٥٩.
(٥) يُنظر: المبسوط ٤/ ١٠، بدائع الصنائع ٢/ ١٤٧، الهداية ١/ ١٣٨، الاختيار ١/ ١٤٧.
(٦) لأن الواجب السعي في بطن الوادي؛ إذ هو محل السعي.
يُنظر: الفتاوى التاتارخانيّة ٢/ ١٥٩، فتح القدير ٢/ ٤٥٩، الشُّرنبلاليّة ١/ ٢٢٤، الفتاوى الهندية ١/ ٢٢٦.

<<  <   >  >>