للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ههنا مسألة لا بدّ من معرفتها، وهو أنّه لو قدَّم العشاءَ على المغرب بمزدلفة، يصلّي المغرب ثم يعيد العشاء، فإن لم يعد العشاء حتى انفجر الصبحُ عاد العشاء إلى الجواز (١)، وهذا كمن ترك صلاة الظهر، ثمّ صلى بعدها خمساً، وهو ذاكرٌ للمتروكة لم يجز، فإذا صلّى السادسة عاد إلى الجواز (٢).

فإذا أسفر جداً ذهب قبل أن تطلع الشمس حتى ينزل مِنى، ثمّ إذا أتى مِنى يرمي جمرة العقبة بسبع حصَياتٍ مثل حصى الخذْف (٣). (ظ) (٤)

ولا يكون أطولَ من النواة (٥).

ويستقبل في الرمي جمرةَ العقبة، يجعل مِنى عن يمينه، والكعبة عن يساره (٦).

وكيفية الرمي: أن يضع إبهامه على وسط سبابته، ويضع الحصاةَ على رأس إبهامه، فيرميها كذلك (٧).


(١) لأنه بطلوع الفجر لا يمكنه الجمع فسقطت الإعادة.
يُنظر: الهداية ١/ ١٤٣، تبيين الحقائق ٢/ ٢٨، البحر الرائق ٢/ ٣٦٦، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥١٠.
(٢) يُنظر: الصفحة رقم ٦٣٤ من هذا البحث.
(٣) لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه قول جابر رضي الله عنه: "فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا، فدفع قبل أن تطلع الشمس .... ، ثمّ سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف". يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ١٠٤٧ من هذا البحث.
ويُنظر في فقه المسألة: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٣٦، المبسوط ٤/ ٢٠، بدائع الصنائع ٢/ ١٥٧ ..
(٤) الفتاوى الظهيرية (٧٥/ب).
(٥) ولو رمى به أجزأه؛ ولكن لا يستحب ذلك.
يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٣٠، الجوهرة النيرة ١/ ١٥٨، البحر الرائق ٢/ ٣٦٩، الشُّرنبلاليّة ١/ ٢٢٨، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥١٣.
(٦) لما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الحج، باب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره]، (٢/ ١٧٨:برقم ١٧٤٩) عن عبد الرحمن بن يزيد، أنه حج مع ابن مسعود رضي الله عنه، فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، ثم قال: «هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة».
يُنظر: المبسوط ٤/ ٦٨، بدائع الصنائع ٢/ ١٥٧، المحيط البرهاني ٢/ ٤٣١، الاختيار ١/ ١٥٣، تبيين الحقائق ٢/ ٣٠.
(٧) لأنّه المعتاد في الرمي، وهذا القول هو المصحّح في الولوالجية، والنهاية، والفتح، والدر، كما نقله ابن عابدين
يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٣٠، الاختيار ١/ ١٥٣، العناية ٢/ ٤٨٥، البناية ٤/ ٢٤٢، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥١٣.

<<  <   >  >>