للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويكبّر مع كلّ حصاة؛ لما رُوي عن النبي عليه السّلام أنّه قال عند الرمي: "بسم اللّه، واللّه أكبر، رغماً للشيطان وحزبه" (١).

ويقطع التلبية عند أوّل حصاةٍ يرميها (٢).

ويقول مع كلّ حصاة: "اللّهمّ اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً" (٣).

والرمي كلّه راكباً أفضل (٤). (ف) (٥)


(١) دليل التكبير عند رمي كل حصاة ما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الحج، باب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره]، (٢١٧٨:برقم ١٧٥٠) عن الأعمش، قال: سمعت الحجاج، يقول على المنبر: السورة التي يذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران، والسورة التي يذكر فيها النساء، قال: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود رضي الله عنه حين رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها، فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة".
وأما الزيادة على ذلك فليس فيها شيء مروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذا قال ابن الهمام: "وظاهر المرويات من ذلك الاقتصار على: "الله أكبر"، غير أنه روي عن الحسن بن زياد أنه يقول: الله أكبر رغما للشيطان وحزبه. وقيل: يقول أيضا: اللهم اجعل حجي مبرورا وسعيي مشكورا وذنبي مغفوراً".
يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٣١، الاختيار ١/ ١٥٣، فتح القدير ٢/ ٤٨٦، درر الحكام ١/ ٢٢٨، النهر الفائق ٢/ ٨٨.
(٢) لما مرّ في حديث ابن مسعود آنفاً، قال العيني في وجه دلالته: (قوله [يعني ابن مسعود]: "يكبر مع كل حصاة"، يدلُّ على أنه قطع التلبية مع أول كل حصاة، وصرح به البيهقي في [معرفة السنن والآثار ٧/ ٣٢٥]، فإنه قال بعد أن ذكره من جهة مسلم: "وفيه دلالة على أنه قطع التلبية بأول حصاة ثم كان يكبر مع كل حصاة").
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٣٦، المبسوط ٤/ ٢٠، بدائع الصنائع ٢/ ١٥٦، البناية ٤/ ٢٤١.
(٣) مرّ كلام ابن الهمام عليه في الهامش قبل السابق.
(٤) لما روى مسلم في صحيحه، [كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا]، (٢/ ٩٤٣:برقم ١٢٩٧) عن أبي الزبير، أنه سمع جابرا، يقول: " رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: «لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه».، وهذا هو القول هو قول أبي حنيفة، ومحمد، وهو المختار في الخانية، كما هو عزو المؤلف.
يُنظر: المبسوط ٤/ ٢٣، بدائع الصنائع ٢/ ١٥٨، العناية ٢/ ٥٠٠، البحر الرائق ٢/ ٣٧٦، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥٢٢.
(٥) فتاوى قاضيخان ١/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>