كتاب خزانة المفتين - قسم العبادات

كتاب الطهارة - فصل في المياه - ص: 132

والماء الجاري ما يعُدُّه النّاسُ جارياً هو الأصح (١)

، وقيل: ما يَذهب بتِبْنَة (٢) (٣). (اخ) (٤)

الماءُ إذا كان يجري ضعيفاً فأراد إنسانٌ أن يتوضأ منه، فإن كان وجهُه إلى مَورد الماء يجوز، وإن كان إلى مَسيل الماء لا يجوز، إلا إذا مكث بين كلِّ غَرفتين مقدارَ ما يَذهب الماء بغُسالته (٥) (٦).

الماءُ الجاري إذا سُدَّ من فوقٍ فتوضأ إنسانٌ بما يجري في النّهر وقد بقي جريانُ الماء كان جائزاً؛ لأن هذا ماءٌ جارٍ (٧). (خ) (٨)

النَّهر إذا كان يجري بعضُه على الجيفة، فإن كان ما يلاقي الجيفةَ أكثر فهو نجسٌ، وإن كان ما يلاقي الجيفةَ أقلّ فهو طاهرٌ؛ لأنّ الأكثر يقوم مقام الكلّ، وإن كان سواءً فهو نجس ترجيحاً للنجاسة احتياطاً (٩).

---

(١) هذا هو القول الأول في حدّ الماء الجاري، وهو الذي المصحح في التحفة، والبدائع، والاختيار، والتبيين، والعناية والبحر، وغيرها.

يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٥٦، بدائع الصنائع ١/ ٧١، الاختيار ١/ ١٥، تبيين الحقائق ١/ ٢٣، العناية ١/ ٧٨، البحر الرائق ١/ ٨٨.
(٢) التبن: بقل الزرع وقشره من برٍّ ونحوه. يُنظر: العين ١/ ٣٠٦، تهذيب اللغة ٢/ ٢٦، لسان العرب ٩/ ٢٤٧.
(٣) يعني لو أنّه أُلقي فيه تبنٌ أو ورقٌ فذهب به فهو جارٍ، وإلا فلا، وهذا القول الثاني، وهو المصحح في تحفة الملوك، والكنز، والدرر، وملتقى الأبحر، قال الحصكفي في الدر: "الجاري: هو ما يُعدُّ جارياً عُرفاً، وقيل: ما يذهب بتبنة، والاول أظهر، والثاني أشهر".
يُنظر: تحفة الملوك ص ٢١، كنز الدقائق ص ١٤١، درر الحكام ١/ ٢١، ملتقى الأبحر ص ٤٨، الدر المختار ص ٣١.
(٤) الاختيار ١/ ١٥، لكن دون قوله: "وقيل: ما يذهب بتبنة".
(٥) يعني بغُسالته هنا: ما تقاطر من أعضاء المتوضئ واختلط بالماء الضعيف الجريان، كما في عمدة الرعاية ١/ ٣٧٧.
(٦) لأنّه إذا جلس إلى جهة مسيل الماء وجريانه يلزم منه استعمال المتقاطر، وحينذٍ يجب عليه أن يمكث بين الغرفتين مقدار ما يذهب المتقاطر مع الماء.
يُنظر: المحيط البرهاني ١/ ٩١، الفتاوى التاتارخانية ١/ ٩٣، حاشية ابن عابدين ١/ ١٩١، عمدة الرعاية ١/ ٣٧٧.
(٧) يُنظر: حَلْبة المُجلّي ١/ ٢٩٠، البحر الرائق ١/ ٩١، الدر المختار ص ٣١، حاشية ابن عابدين ١/ ١٨٨.
(٨) الخلاصة في الفتاوى ١/ ٩.
(٩) يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٥٥، المحيط البرهاني ١/ ٩١، الاختيار ١/ ١٥، البحر الرائق ١/ ٨٩، حاشية الشلبي على التبيين ١/ ٢٣.