للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا أراد أن يتطوّع بالنّهار في الوقت الذي يباح فيه التطوّع، فإنّ الأفضل له أن يصلّي أربعاً أربعاً لا يسلّم إلا في آخرهنّ، ولو صلى ركعتين ركعتين جاز ولا يُكره، والأفضل هو الأربع (١).

والزيادة على أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ مكروهٌ في النهار (٢).

وإذا أراد أن يتطوّع بالليل فكذلك عند أبي حنيفة -رحمه الله- (٣)، غير أنّ الزيادة بتسليمةٍ واحدةٍ غير مكروهٍ بالليل إلى ثمان ركعات (٤).

ولو أنّ الرجلَ أوجب على نفسه أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ فأدّاها بتسليمتين فإنّه لا يخرج عن نذره (٥).

ومن أوجب بتسليمتين فأدّاها بتسليمةٍ واحدةٍ جاز عن نذره (٦)، فهذا يدلُّ على أنّ القُربة في الأربع بتسليمةٍ واحدةٍ أكثر.


(١) لأن الأربع أدوم تحريمة، فيكون أكثر مشقة وأزيد فضيلة.
يُنظر: التجريد ٢/ ٨١٧، تبيين الحقائق ١/ ١٧٢، البناية ٢/ ٥١٣، فتح القدير ١/ ٤٤٣، البحر الرائق ٢/ ٥٨،.
(٢) لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يزد على ذلك.
يُنظر: تبيين الحقائق ١/ ١٧٢، البناية ٢/ ٥١٣، البحر الرائق ٢/ ٥٨، مراقي الفلاح ص ٢٩٨.
(٣) يعني أن الأفضل أن يصليها أربعاً بتسليمة واحدة، لما روى البخاري في صحيحه، [كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان]، (٣/ ٤٥:برقم ٢٠١٣) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة رضي الله عنها، كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا».
يُنظر: الأصل ١/ ١٣٣، التجريد ٢/ ٨١٧، تبيين الحقائق ١/ ١٧٢، البناية ٢/ ٥١٣، فتح القدير ١/ ٤٤٣.
(٤) لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يزد على ذلك.
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ١٣٨، تبيين الحقائق ١/ ١٧٢، البحر الرائق ٢/ ٥٨، مراقي الفلاح ص ٢٩٨.
(٥) لأنه لا يخرج عن العهدة بما هو مخفّف.
يُنظر: الهداية ١/ ٦٧، تبيين الحقائق ١/ ١٧٢، العناية ١/ ٤٥٠، درر الحكام ١/ ١١٥، البحر الرائق ٢/ ٥٨.
(٦) لأنه شدّد المخفّفة فيكون أشقّ، فكان أفضل.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٩٥، العناية ١/ ٤٥٠، درر الحكام ١/ ١١٥، البحر الرائق ٢/ ٥٨.

<<  <   >  >>