للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجوبها على سبيل الاستتباع، والشيءُ يَستتبع ما هو مثله أو دونه، ولا يَستتبع ما هو فوقه، والقويُّ يستتبع الضعيف، والضعيفُ لا يستتبع القوي (١).

أصلُه ما رُوي أنّ جبريل كان يُنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام آيةَ السّجدة، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كان يستمع ويتلقَّن، ثمّ كان يقرأ على أصحابه، وكان لا يسجدُ لذلك إلا واحدة (٢) (٣).

إذا عرفنا هذا نقول: إذا قرأها مراراً في مجلسٍ واحدٍ يكفيه سجدةٌ واحدة، وكذلك لو قرأها وسجدها، ثمّ تلاها في ذلك المكان لا يلزمه أخرى (٤).

ولو تلا أربع عشرة سجدةً في موضعٍ واحدٍ يلزمه أربع عشرة سجدةٍ؛ لاختلاف الآيات وإن كان المكان واحداً، وكذا إذا قرأ آيةً واحدةً في أمكنةٍ مختلفة (٥).

ولو قرأ آيةَ السّجدة في موضعٍ ومعه رجلٌ سمعها، ثم قام التّالي وذهب، ثمّ انصرف وقرأ تلك الآية هكذا مراراً يجب على التالي لكلّ مرةٍ سجدةٌ، وللسّامع يكفيه سجدة واحدة (٦).


(١) يُنظر: الهداية ١/ ٧٩، تبيين الحقائق ١/ ٢٠٧، العناية ٢/ ١٤، فتح القدير ٢/ ٢٢، غمز عيون البصائر ٢/ ٤١.
(٢) لم أقف عليه، وفي البناية للعيني ٢/ ٦٧٣: "وقال الأكمل: وقد صح أن جبريل عليه السلام كان ينزل بآية السجدة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتكرر عليه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد لها مرة واحدة تعليمًا لجواز التداخل. قلت: نزول جبريل -صلى الله عليه وسلم- بآية السجدة وغيرها من القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- صحيح لا شك فيه، ولكن صحة بقية القضية من أين؟ ".
(٣) يُنظر: المبسوط ٢/ ٥، بدائع الصنائع ١/ ١٨١، العناية ٢/ ٢٤، البناية ٢/ ٦٧٣، البحر الرائق ٢/ ١٣٥.
(٤) يُنظر: الهداية ١/ ٧٩، تبيين الحقائق ١/ ٢٠٨، درر الحكام ١/ ١٥٨، حاشية ابن عابدين ٢/ ١١٦.
(٥) يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٢٣٧، الهداية ١/ ٧٩، الجوهرة النيرة ١/ ٨١، درر الحكام ١/ ١٥٨، البحر الرائق ٢/ ١٣٥.
(٦) لتجدد السبب في حق التالي وهو التلاوة عند اختلاف المجلس، وأما السامع فليس عليه إلا سجدة واحدة؛ لأن السبب في حقه سماع التلاوة، والثانية ما حصلت بحق التلاوة في حقه لاتحاد المجلس.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ١٨٢، الهداية ١/ ٧٩، تبيين الحقائق ١/ ٢٠٨، النهر الفائق ١/ ٣٤٢، مراقي الفلاح ص ١٩٠.

<<  <   >  >>