للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجلٌ يصلّي فقرأ آية السّجدة غيرُه فسجد وسجد معه المصلّي إن أراد اتباعه فسدت صلاته؛ لأنّه

اقتدى بمن ليس بإمام له، ولا تجزئه السجدة عما سمع؛ لأنها ناقصة (١). (ك) (٢)

ولو قرأ الإمامُ في خُطبةِ يومِ الجمعة إن شاء سجد على المنبر، وإن شاء نزل وسجد على الأرض، ويسجد معه من سمع منه، ولا يجب على من لم يسمع [منه] (٣) (٤).

ولا ينبغي للإمام أن يقرأ آية السّجدة في صلاة الجمعة والعيدين إذا كان بحال لا يسمعون القراءة كلُّهم؛ لأنّه يؤدي إلى الاشتباه (٥)، وإن قرأ سجد (٦) وسجد القومُ معه على سبيل المتابعة، من سمع ومن لم يسمع (٧). (طح) (٨)

وجميعُ السّجدة في القرآن أربعة عشرة: في الأعراف (٩)، والرعد (١٠)، والنّحل (١١)، وبني إسرائيل (١٢)،


(١) يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ١٨٧، الهداية ١/ ٧٩، تبيين الحقائق ١/ ٢٠٦، البحر الرائق ٢/ ١٣١، عمدة الرعاية ٣/ ١٩.
(٢) الفتاوى الكبرى للصدر الشهيد، (١٤/ب).
(٣) ساقطة من (ب) و (ج).
(٤) لما روى أبو داود في سننه، [كتاب الصلاة، باب السجود في {ص}]، (٢/ ٥٥٣:برقم ١٤١٠) عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر {ص}، فلما بلغ السّجدة، نزل فسجد وسجد الناس معه ... " الحديث. صححه الحاكم، والبيهقي، والنووي. يُنظر في الحكم على الحديث: خلاصة الأحكام ٢/ ٦٢١، نصب الراية ٢/ ١٨١، تحفة المحتاج لابن الملقن ١/ ٣٨٥.
ويُنظر في فقه المسألة: الحجة على أهل المدينة ١/ ١١٠، المبسوط ٢/ ٤، بدائع الصنائع ١/ ١٩٣، حاشية ابن عابدين ٢/ ١٢٠.
(٥) يُنظر: الفتاوى السّراجيّة ص ٩٤، المحيط البرهاني ٢/ ٢٠، الفتاوى التاتارخانية ١/ ٤٩٤، البحر الرائق ٢/ ١٣٠.
(٦) في (ج): سجدة.
(٧) لأنها وجبت على الإمام بالتلاوة وهي صلاتية، والمقتدي تبع للإمام في أعمال الصلاة فيجب عليه ما هو واجب على الإمام.
يُنظر: الأصل ١/ ٣٢٣، المبسوط ٢/ ١٣٣، بدائع الصنائع ١/ ١٩٢، المحيط البرهاني ٢/ ٢١، جامع المضمرات ٢/ ٦٣.
(٨) شرح مختصر الطحاوي للأسبيجابي ص ٥١٢، (تحقيق: محمد الغازي).
(٩) وهي: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف: ٢٠٦].
(١٠) وهي: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (١٥)} [الرعد: ١٥].
(١١) وهي: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٥٠)} [النحل: ٤٩،٥٠].
(١٢) وهي: {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩) قُلِ} [الإسراء: ١٠٩].

<<  <   >  >>