للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعامل على الصّدقة -وهو السّاعي- يُعطى بقدر عمله ما يسعُه وأعوانَه، زاد على الثمن، أو نقص؛ لأنّه فرّغ نفسه للعمل للفقراء، فيكون كفايته من مالهم كالمقاتِلة، والقاضي، وليس ذلك بإجارة؛ لأنّه عملٌ غيرُ معلوم (١).

ويحلُّ للغنيّ دون الهاشميّ؛ لما فيها من شُبهة الوسَخ (٢).

ولو هلكت الزكاةُ في يد العامل سقط أجره؛ لأنّ حقَّه فيما أخذ، وقد هلك (٣). (اخ) (٤)

ومنقطِعُ الغزاة والحاجّ (٥)، وهمُ المراد بقوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٦) (٧). وقيل: طلبة العلم (٨). (ظ) (٩)


(١) يُنظر: أحكام القرآن للجصاص ٣/ ١٥٩، الهداية ١/ ١١٠، الاختيار ١/ ١١٩، العناية ٢/ ٢٦٢.
(٢) يُنظر: الهداية ١/ ١١٠، الجوهرة النيرة ١/ ١٢٨، منحة السلوك ص ٢٣٩، مجمع الأنهر ١/ ٢٢٠.
(٣) يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٢٨٢، الاختيار ١/ ١١٩، الجوهرة النيرة ١/ ١٢٨، الفتاوى الهندية ١/ ١٨٨.
(٤) الاختيار ١/ ١١٩.
(٥) منقطع الغزاة: فقراء الغزاة، وكذلك المراد بمنقطع الحاج فقراؤهم المنقطع بهم، كما في العناية ٢/ ٢٦٤.
(٦) سورة التوبة، من الآية (٦٠).
(٧) أمّا الغزاة؛ فلأنّه عند إطلاق قوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة التوبة، من الآية ٦٠] لا يفهم منه إلا الغزاة، وأمّا الحاج فلما روى أبو داود في سننه، [كتاب المناسك، باب العمرة]، (٣/ ٣٤٤:برقم ١٩٨٨) عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أم معقل قالت: كان أبو معقل حاجا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما قدم، قالت أم معقل: قد علمت أن علي حجة، فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يا رسول الله، إن علي حجة، وإن لأبي معقل بكرا، قال أبو معقل: صدقت، جعلته في سبيل الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أعطها فلتحج عليه، فإنه في سبيل الله". صححه ابن خزيمة، والحاكم، يُنظر في الحكم على الحديث: صحيح ابن خزيمة ٤/ ٧٢، المستدرك ١/ ٦٥٦.
ويُنظر في فقه المسألة: تبيين الحقائق ١/ ٢٩٨، البحر الرائق ٢/ ٢٦٠، الشُّرنبلاليّة ١/ ١٨٩، حاشية ابن عابدين ٢/ ٣٤٣.
(٨) هذا القول ذكره في الظهيرية كما هو عزو المؤلف دون نسبة لأحد، وفسره في البدائع بجميع القرب فيدخل فيه كل من سعى في طاعة الله تعالى، وقد ذكر عمر ابن نجيم أن الخلاف لفظي؛ للاتفاق على أن الأصناف كلهم سوى العامل يعطون بشرط الفقر، فكان الفقر هو الوصف المؤثر سواء كان غازياً أو حاجاً أو طالب علم، وفائدة الخلاف تظهر في الوصية، والأوقاف، والنذور، ونحوها.
يُنظر: بدائع الصنائع ٢/ ٤٥، تبيين الحقائق ١/ ٢٩٨، البحر الرائق ٢/ ٢٦٠، النهر الفائق ١/ ٤٦١.
(٩) الفتاوى الظهيرية (٥٨/أ)، ونصّه: "وفي سبيل الله، قيل: طلبة العلم".

<<  <   >  >>