للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: أنشدني الشريف أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري قال: أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الأندلسي:

وسائلة لتعلم كيف حالي … فقلت لها بحال لا تسر

دفعت إلى زمان ليس فيه … إذا فتشت عن أهليه حر

أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا الكرم خميس بن علي الجوزي الحافظ عن أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي النحوي، فقال: قدم علينا وكان فاضلا في النحو متقدما في العربية، وكان يتتبع أسماء (١) من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد، فقيل له في ذلك، فقال: هذا عاجل ثوابه وإلا فمن أين لنا بطول القمر حتى نرويه، وانحدر من عندنا إلى البصرة فسمع بها من أصحاب أبي عمرو، وخرج إلى مكة فمات في طريقها، وكانت له معرفة بالحديث حسنة، وكان على وجهه أثر العبادة.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن، حدثني أبو غالب الماوردي قال: قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة تسع وستين وأربعمائة فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده (٢) نحوا من سنتين، وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وعليه ثياب خليعة، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه، فلما مضى قلت له في ذلك وفي إجلاسه إياه إلى جنبه، فقال:

قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه، وهذا يدل على فضل كبير، ثم إن أبا الحسن خرج بعد ذلك إلى عمان والتقيت به بمكة في سنة ثلاث وسبعين، وأخبرني أنه لما وصل إلى عمان ركب في البحر إلى بلاد الزرنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافا لأمكن ذلك، وقد حصل لي نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم، ثم إنه عاد إلى البصرة على


(١) في الأصل، (ب): «اكسما» وفي (ج): «أكمما».
(٢) في (ب): «عنه نحوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>