يخفي ولا يخفى على نظري … علم الخضوع ومبسم الذل
يا فاتكا أضراه أن له … قتل بلا قود ولا عقل
لم لا تريق دما وصاحبه … لك جاعل في أوسع الحل
بعد الغزلان الحدور لقد … كحلت مهاجرهن بالختل
يرمين في ليل الشباب لكي … يخفى عليّ مواقع النبل
لو لم يرد بي السوء خالفها … ما ضم بين الحسن والبخل
اقذف عدوك إن أردت به … دهيا من الأعين النجل
يبلغن كل العنف في لطف … وسلن أقصى الجد بالهزل
هبهم لو وعدوني فطيفهم … من ذا الحسن على مطل
قد كنت أنهكه معاقبه … لولا ادكاري حربه الرسل
وعهودهم بالرمل قد نقضت … وكذاك ما بيني على الرمل
إذا أزمعوا صرما فلم عقدوا … يوم الكتيب بحبلهم حبلي
لا توثق إلا سواء بينهم … إلا رشا الفاحم الرحل
كيف الخلاص ومن قدودهم … وخدودهم ونهودهم عقلي
وإذا الهوى ربط النفوس فما … يغنيك حل يد ولا رجل
صحبي الأولى أرخوا مطيهم … حتى أناخوها بذي الأثل
من يطلع شرفا فيعلم لي … هل روح الرعيان بالإبل
أم قعقعت عمد الخيام أم … ارتفعت قناتهم على النزل
أم غرّد الحادي بقافية … منها غراب البين يستملى
إني أخادر من رحيلهم … ما خادرت أم من الثكل
إن كان ذاك فصادفوا نقما … يعمي الدليل به عن السبل
وأخبرني الحاتمي أنشدنا ابن السمعاني، أنشدني أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل لنفسه:
ماذا يعيب رجال الحي في النادي … سوى جنوني على إدمائه الوادي
نعم هي الزاد مشغوف به سعيت … والماء خامت عليه غلة الصادي
يا صاحبي أبيوم الروع تنجدني … فكيف يوم النوى حرمت الحادي