للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: إثبات الوعد والوعيد:

وأما الوعد والوعيد: ففي قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)}، والذي يلزم منه الإقرار بيوم البعث والحساب والجزاء والعقاب، وفيه أيضًا معنى تمجيد الله وتعظيمه.

ثالثًا: حصر استحقاق العبادة لله وحده، وحصر الاستعانة به دون سواه.

فقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، إقرار بألوهيته سبحانه وتعالى واستحقاقه العبادة دون سواه، والعبادة ثمرة التوحيد، والتوحيد لا يُسمَّى توحيدًا إلا مع العبادة، ولا تتحقق العبادة لله تعالى إلا بالبراءة من الشرك وأهله، فيشمل قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} معنى البراءة من الشرك وأهله ضمنًا.

والعبادة الصحيحة من شأنها أن ترسخ العقيدة في القلوب وتثبتها في النفوس.

وقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} إقرار لله تعالى بالافتقار والخضوع والذل، وذلك مشهد عظيم من مشاهد العبودية لله الواحد الأحد، مع ما فيه من بيان العجز والتبرؤ من الحول والطول والقوة وتخصيص الله تعالى بالاستعانة والعون والمدد دون سواه، وقوله: (نعبد، نستعين) فيه إفراد لله -عز وجل- بالعبادة والدعاء والاستعانة.

وما سبق ذكره كان كمقدمة أولى: عن بيان عظمة من نسأله -وهو الرب-جل في علاه- والتقرب إليه بصنوف العبودية المشتملة على حمده والثناء عليه وتمجيده جل في علاه.

رابعًا: سؤال الله تعالى الهدايتين، هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والإلهام والرشاد، وسؤال الثبات على الدين القويم: وذلك في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} والتذلل إلى الله تعالى بطلب الهداية إلى الطريق المستقيم وبيان ضعف العبد السائل وذله لربه وإظهار افتقاره إليه كان كمقدمة ثانية.

خامسًا: ومن أبرز مواضيعها طلب الثبات على الصراط المستقيم والنهج الصالح

<<  <   >  >>