للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي الأولى.

وأما الثانية: وهي المذكورة في قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)} [النجم: ١٣ - ١٦]، فتلك إنما ذكرت في سورة «النجم»، وقد نزلت بعد سورة الإسراء» (١) انتهى.

قال ابن مسعود -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية: «رأى جبريلَ له ستمائة جناح» (٢).

وهذا ما قرره العلماء.

و «الذي تقرره الأدلة الصريحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل -عليه السلام- على صورته التي خلقه الله عليها مرتين اثنتين فقط، وقد عد السيوطي -رحمه الله- هذا الأمر من خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم-» (٣).

قال النووي -رحمه الله-: «وهكذا قاله أيضا أكثر العلماء، قال الواحدي: قال أكثر العلماء: المراد رأى جبريل في صورته التي خلقه الله تعالى عليها» انتهى. (٤).

[ميكائيل -عليه السلام-]

ميكائيل: وهو الملك الموكل بالقطر وإنزال الأمطار التي بها خِصْبُ الأرض وحياتها وبها ينبت النبات وتحيا المخلوقات، إنسها وبهيمها.

وقد وكل الله لميكائيل أعوانًا من الملائكة يقومون بتصريف الرياح وتوجيه السحب وصرفها حيث يشاء الله تعالى. وهو ثاني ملك بعد جبريل جرى في الفضل والمكانة، ولذا نُصَ على اسمه صراحة في كتاب الله تعالى؛ (هو وجبريل) -عليهما السلام-.

وهو في تعداد أشراف الملائكة المقربين، وقد تعددت رؤيةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لميكائيلَ.


(١) تفسر ابن كثير (٨/ ٣٣٩).
(٢) البخاري (٣٢٣٢)، ومسلم (١٧٤).
(٣) الخصائص الكبرى (١/ ١٩٧).
(٤) شرح النووي على مسلم (٣/ ٧).

<<  <   >  >>