للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة.

وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول (١).

رابعًا: مذهب الحنابلة:

قال ابن قدامة: «واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها، ولا يجب قراءتها في الصلاة، وهي المنصورة عند أصحابه».

قال ابن قدامة: «واختلف عن أحمد فيها -أي: في هذه الرواية- فقيل عنه: هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلًا بين السور.

وعنه: هي آية من سورة النمل (٢). أي: النمل فقط وليست آية من غيرها».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقًا على هذه الرواية عن أحمد: «ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولًا في مذهبه» (٣).

ولقد انتصر شيخ الإسلام -رحمه الله- للقول بقرآنية البسملة، حيث إنها أثبتت في أول كل سورة وهي ليست من السورة، ثم قال -رحمه الله- تعالى: «وهذا أعدل الأقوال» (٤).

وفي تفصيل ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والصواب أن البسملة آية من كتاب الله، حيث كتبها الصحابة في المصحف، إذ لم يكتبوا فيه إلا القرآن، وجردوه عما ليس منه، كالتخميس والتعشير وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال هي من السورة التي بعدها، كما أنها ليست من السورة التي قبلها، بل هي كما كتبت آية، أنزلها


(١) المرجع السابق (٣/ ٢٨٩).
(٢) المغني (١/ ٢٨٥).
(٣) الفتاوى الكبرى (٢/ ١٨٢).
(٤) المرجع السابق (٢/ ١٨٢) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>