للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم بأسماء الله وصفاته، وتدبرها، وفهمها على مراد الله أهم العلوم وأشرفها،

كما مرَّ؛ لما يثمره من الثمرات العظيمة النافعة المفيدة.

ولقد اعتنى علماء الإسلام قديمًا وحديثًا في بيان أسماء الله وصفاته، وشرحها، وإيضاحها، وبيان ثمرات الإيمان بها، فمن الثمرات التي تحصل من جراء الإيمان بها ما يلي:

١ - العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله.

فالله خلق الخلق ليعرفوه، ويعبدوه، وهذه هي الغاية المطلوبة منهم؛ فالاشتغال بذلك خُلق له العبد، وإهماله وتركه وتضيعه والتفريط فيه يترتب عليه من الخسارة بقدر تفريطه وإهماله وتضيعه لتك الأمانة العظيمة، وقبيح بعبد لم تزل نِعَمُ الله عليه متواترة أن يكون جاهلًا بربه، معرضًا عن معرفته.

وإذا شاء العباد أن يعرفوا ربهم فليس لهم سبيل إلى ذلك إلا التعرف عليه من خلال النصوص الواصفةِ له، المصرِّحةِ بأفعاله وأسمائه، كما في آية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وسورة الصمد، وغيرها.

٢ - أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له: وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه بمعانيها، وأحكامها، ومقتضياتها.

٣ - تزكية النفوس وإقامتها على منهج العبودية للواحد الأحد: وهذه الثمرة من أجل الثمرات التي تحصل بمعرفة أسماء الله وصفاته، فالشريعة المنزلة من عند الله تهدف إلى إصلاح الإنسان، وطريقُ الصلاح هو إقامة العباد على منهج العبودية لله وحده لا شريك له، والعلمُ بأسماء الله وصفاته، يعصم بإذن الله من الزلل، ويفتح للعباد أبواب الأمل، ويثبت الإيمان، ويعين على الصبر، فإذا عرف العبد ربه بأسمائه


=توضيح العقيدة للشيخ عبد الرزاق العباد (ص ١٠٠ - ١٠١)، والنهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للشيخ محمد الحمود، وينظر: كذلك: رسائل الشيخ الحمد في العقيدة (٤/ ٣ - وما بعدها).

<<  <   >  >>