للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ق]، وكما قال تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣)} [المعارج].

«سُمِّي بذلك لأن العباد يخرجون فيه من قبورهم عندما ينفخ في الصور» (١).

٧ - يوم الفصل: كما قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨)} [المرسلات]، وكما قال تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧)} [النبأ].

«سُمِّي بذلك لأن الله يفصل فيه بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون وفيما كانوا فيه يختصمون، كما قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥)} [السجدة]» (٢).

٨ - الصاخة: كما قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣)} [عبس].

قال القرطبي -رحمه الله-: «قال عكرمة: الصاخة: النفخة الأولى، والطامة الثانية؛ قال الطبري: أحسبه من صخّ فلانٌ فلانًا إذا أصمه، قال ابن العربي: الصاخة التي تورث الصمم وإنها المسمعة، وهذا من بديع الفصاحة» (٣).

خامسًا: دلالة الإيمان باليوم الآخر على التوحيد.

إن دلالات الإيمان باليوم الآخر على التوحيد كثيرة ومتعددة الجوانب، ذلك لأنه منبثق من العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص لله تعالى.

ومن أهم تلك الدلالات ما يلي:

١ - أن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح ولا يكمل الإيمان إلا بها مجتمعة.

٢ - وأنه قرين الإيمان بالله تعالى، وقد مرّ معنا في طيات البحث نصوص الوحيين الدالة على اقترانهما.


(١) تفسير القرآن العظيم (٤/ ٢٣١)
(٢) تفسير القرآن العظيم (٤/ ١٤٦).
(٣) التذكرة للقرطبي (١/ ٣٤٧) ينظر: اليوم الآخر للأشقر (٨٧).

<<  <   >  >>