للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجماعة في التفضيل بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، على أنهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة: فأفضلهم: أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، ومما يدل على ذلك، ما ثبت عند البخاري من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: «كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنُخيَّر أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان - -رضي الله عنهم-» (١)، ثم يأتي بعدهم باقي العشرة المبشرين بالجنة، ثم يليهم في الفضل عموم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ثم أهل بدر، فأهل بيعة الرضوان، ثم عموم الصحابة -رضي الله عنهم- جميعًا.

ثم تليهم في رتبة العبودية لرب البرية، رتبة حواريي الأنبياء وأصحابهم، ثم تليهم رتبةَ، رتبةُ المنعمِ عليهم المذكور شأنُهم في سورة النساء بعد النبيين عليهم الصلاة والسلام أجمعين في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)} [النساء: ٦٩]، وإن كان من سبق ذكرهم يدخل في جملة تعداد المنعم عليهم، وهذا محض فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ثم يليهم رتبة في العبودية، رتبة عموم الخلق كل بحسب تحقيق عبوديته لخالقه ظاهرًا وباطنًا.

[هـ-عبودية الملائكة]

[التعريف بالملائكة]

عالم الملائكة عالم كريم، وهو غير عالم الإنس وغير عالم الجن، وهو عالم كله طهر وصفاء ونقاء، لأنهم لم تغرس فيهم الشهوة الحيوانية ولم تركب فيهم المعصية الآدمية، وهم كرام على ربهم، وهم يعبدون الله كما أمرهم وجبلهم، وهم كما


(١) البخاري (٣٦٥٥) وهذا الحديث وإن كان من كلام ابن عمر -رضي الله عنهما- لكنه في حكم المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه حكاية لما كانوا يقولون في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- دون إنكار من النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم.
وقد جاء التصريح بإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، وأنه كان يبلغه هذا التفضيل فلا ينكره، كما في السنة لابن أبي عاصم (١٢٢٧)، والسنة للخلال (٥٧٧ (. وكذلك جاء التصريح بإقرار أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك في حياته -صلى الله عليه وسلم-، كما في مسند الإمام أحمد (٤٦٢٦).

<<  <   >  >>