للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - واصطلاحًا: «هي دين النصارى، الذين يزعمون أنهم يتبعون المسيح عيسى -عليه السلام-، وكتابهم الإنجيل.

أما النصارى: فقد أطلق على أتباع الديانة النصرانية في القرآن الكريم، نصارى، وأهل الكتاب، وأهل الإنجيل، وهم يسمون أنفسهم بالمسيحيين نسبة إلى المسيح -عليه السلام-، ويسمون ديانتهم المسيحية.

وأما المسيحية: فلم ترد التسمية بالمسيحية في القرآن الكريم ولافي السنة النبوية، كما أن المسيح حسب الإنجيل لم يسم أصحابه وأتباعه بالمسيحيين وهي تسمية لا توافق واقع النصارى لتحريفهم دين المسيح -عليه السلام-.

فالحق والصواب أن يطلق عليهم نصارى، أو أهل الكتاب؛ لأن في نسبتهم للمسيح -عليه السلام- خطأ ظاهر، إذ يلزم من ذلك عزو ذلك الكفر والانحراف إلى المسيح -عليه السلام-، وهو منه برئ «(١).

ثالثًا: أصل النصرانية.

وأما أصل النصرانية فهو امتداد لليهودية لأن بني إسرائيل حرفوا دينهم وكتابهم -التوراة- الذي أنزله الله على موسى -عليه السلام-، فبدلوه وحرفوه وغيروه فأرسل الله إليهم عيسى ابن مريم -عليه السلام- ليردهم إلى التوحيد الخالص ويعيدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونبذ عبادة الأحبار وترك عبادة الأنداد، وليحل لهم بعض الطيبات التي حرمت عليهم بصدهم عن سبيل الله كثيرًا، ويبشرهم بنبوة خاتم النبيين والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: ٦].

وقد وقع التحريف والتبديل والتغير في النصرانية وتعددت الأناجيل وتحول النصارى من جراء هذا التحريف عن التوحيد إلى الشرك في عبادة الله تعالى المتمثل في عقيدة التثليث، وقد نُسخت شريعةُ النصرانيةُ بعد التحريف والتبديل والتغير،


(١) ينظر: هداية الحيارى. لابن القيم ص (٦٧).

<<  <   >  >>