للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأغبياء بني آدم» (١).

ومما يُروى أن ما يصيب بعض المخلوقات من العجماوات والأشجار وغيرها بسبب ما ضيعت من تسبيح الله وتقديسه وتنزيهه وذكره جل في علاه، وفي ذلك إشارة إلى أن الله قد جعل لها إدراكًا خاصًّا علمها إياه بارؤها سبحانه وتعالى.

فعن ميمون بن مهران -رحمه الله- قال: «أُتي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بغراب وافر الجناحين، فجعل ينشر جناحه ويقول: ما صيد من صيد ولا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح» (٢).

و «لقد تضاءلت لعظمته المخلوقات العظيمة وصغرت لدى كبريائه السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن، وافتقر إليه العالم العلوي والسفلي فقرًا ذاتيًّا لا ينفك عن أحد منهم في وقت من الأوقات» (٣).

[تسبيح الرعد]

والرعد يُسبِّح بحمده سبحانه، قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: ١٣].

أي: «ويعظم الله الرعد ويمجد، فيثني عليه بصفاته، وينزهه مما أضاف إليه أهل الشرك به ومما وصفوه به من اتخاذ الصاحبة والولد، تعالى ربنا وتقدس» (٤).


(١) ابن السني في عمل اليوم والليلة (١٤٦) وعنه الديلمي (٤/ ٤٦ (وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١١١) وحسنه الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٢٢٤).
(٢) ذكره إسحاق بن راهويه في تفسيره. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٤٤٤١)، وأحمد في الزهد (٥٦٧)، وأبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٧٣٧) بسند ليس بذاك عن ميمون بن مهران، وميمون بن مهران من الوسطى من التابعين وهو ثقة يرسل، ولم يدرك أبا بكر.
وروي مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وحكم عليه الألباني بالوضع في ضعيف الجامع (٥٠٨٩).
(٣) تفسير ابن سعدي (١/ ٤٥٨)، بتصرف.
(٤) الطبري (١٦/ ٣٩١).

<<  <   >  >>