للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - دلالة التأمل والتفكر في الآفاق والمخلوقات]

قال سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)} [فصلت].

«والله جل وعلا قد بين من غرائب صنعه وعجائبه في نواحي سماواته وأرضه» (١).

«فلو تأمل الإنسان الآفاق وما أودع الله فيها من الغرائب والعجائب لأدرك أن هناك خالقًا لهذه الأكوان، وأنه عليم حكيم» (٢).

ومن جملة معاني قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [فصلت: ٥٣].

«الآيات التي في السماء وفي الأرض، وما يحدثه الله تعالى من الحوادث العظيمة، الدالة للمستبصر على الحق، {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [فصلت: ٥٣] مما اشتملت عليه أبدانهم، من بديع آيات الله وعجائب صنعته، وباهر قدرته، وفي حلول العقوبات والمثلات في المكذبين، ونصر المؤمنين، حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيانًا لا يقبل الشك أنه الحق وما اشتمل عليه حق.

وقد فعل تعالى، فإنه أرى عباده من الآيات، ما به تبين لهم أنه الحق، ولكن الله هو الموفق للإيمان من شاء، والخاذل لمن يشاء» (٣).

ومن جملة دلائل خلقه سبحان في الأفاق ما يراه الإنسان بصفة مستديمة ومستمرة كتلك الآيات الباهرة والمخلوقات العظيمة الدالة على ربوبية الله تعالى، ومنها آياته في الخلق بعض مخلوقاته، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)} [الروم]، وكما في قوله سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ


(١) أضواء البيان (٦/ ٣٧٦).
(٢) ينظر: الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة (٧١ - ٧٢) للشيخ … عبد الرزاق العباد، والإيمان بالله للكاتب (ص ١٤ - ٥٩/ ط ١).
(٣) ابن سعدي (٧/ ١٥٨١).

<<  <   >  >>